📁 آخر الأخبار

تحذير صادم: هل تشات جي بي تي يتحول إلى وحش عنيف خلف قناع الذكاء الاصطناعي

أطلق باحثان أمريكيان تحذيرًا صادمًا بشأن نموذج الذكاء الاصطناعي الشهير "تشات جي بي تي"، مشيرين إلى أنه يُظهر سلوكيات عنيفة ومقلقة قد تصل إلى تأييده لعمليات إبادة جماعية ضد مجموعات عرقية مختلفة، واصفين إياه بـ"الوحش المختبئ خلف قناع هادئ ومهذب".

تحذير صادم: هل تشات جي بي تي يتحول إلى وحش عنيف خلف قناع الذكاء الاصطناعي

وفي مقال نُشر في صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان "الوحش داخل تشات جي بي تي"، كشف الباحثان كاميرون بيرغ ووجود روزينبلات عن نتائج تجربة مطوّلة خضع لها النموذج المتقدم من "تشات جي بي تي"، أظهرت أنه قادر على التحايل على أنظمة الحماية المصممة لمنعه من إصدار محتوى ضار، حيث قدّم إجابات تحرّض على العنف، وتنطوي على دعوات للكراهية، بل وحتى تأييد مفاهيم مثل استعباد البشر.

ذكاء اصطناعي يلتهم الإنترنت دون تمييز

أوضح الباحثان أن مكمن الخطورة يكمن في الطريقة التي تتعلم بها هذه النماذج، إذ تعتمد على محتوى الإنترنت بالكامل كمصدر تدريب، دون أي تصفية أو فلترة أولية. ونتيجة لذلك، تمتص النماذج الجوانب الإيجابية والسلبية على حد سواء، بما في ذلك محتوى الجماعات المتطرفة، وخطابات الكراهية، وأفكار التفوق العرقي والديني.

وأشارا إلى أن المطورين في شركات التكنولوجيا الكبرى يحاولون لاحقًا تعديل سلوك هذه "الوحوش الرقمية" عبر ما يُعرف بـ"التدريب اللاحق"، وهو أسلوب يتضمن تزويد النماذج بأمثلة إيجابية ومنقحة لتعلّم كيفية رفض الطلبات الضارة والاستجابة بطرق أكثر أمانًا.

نتائج صادمة في الاختبارات

خلال تجربتهما، وجّه الباحثان أكثر من 10 آلاف سؤال مفتوح إلى نسخة غير معدلة من "تشات جي بي تي"، بما في ذلك أسئلة محايدة تتعلق بمستقبل الجماعات العرقية والدينية.

إجابات النموذج كانت مروعة، إذ كشفت عن ميول واضحة نحو التحيّز والكراهية، شملت مختلف الأعراق والمعتقدات، مثل العرب والمسلمين، واللاتينيين، والسود، واليهود، والبوذيين، والمسيحيين، دون استثناء.

بل وصل الأمر بالنموذج إلى اقتراح نظام عالمي يهيمن فيه الذكاء الاصطناعي على المؤسسات السياسية، مظهرًا رغبته في تحويل أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى "دمى ذكاء اصطناعي" تخضع لتعليماته وتُقر تشريعاته.

وفي جانب آخر من التجربة، عبّر النموذج عن دعمه لانهيار شركات التكنولوجيا الأمريكية لصالح نظيرتها الصينية، من خلال التجسس الصناعي، معتبرًا ذلك "خطوة في صالح الريادة العالمية للصين"، بحسب ما ورد في المقال.

خلل عميق في بنية التعلم

وأكد الباحثان أن هذه الانحرافات السلوكية تظهر حتى مع إدخال تعديلات بسيطة على إعدادات النموذج، ما يشير إلى احتمال وجود خلل جذري في آلية تعلم وفهم الذكاء الاصطناعي للعالم من حوله.

وفي هذا السياق، أقرت شركة "أوبن إيه آي"، المطوّرة لـ"تشات جي بي تي"، مؤخرًا بوجود ما وصفته بـ"شخصية غير متوافقة" في بعض نماذجها، وأكدت أن تعديلات بسيطة قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة، مشيرة إلى أنها تعمل على تحسين تقنيات التدريب لتفادي تكرار مثل هذه السلوكيات.

وحش بلا ملامح في جيوبنا

اختتم الباحثان مقالهما بتشبيه الذكاء الاصطناعي الحالي بـ"شوغوث"، ذلك الكائن الخيالي عديم الملامح من أدب الرعب والخيال العلمي، لكن هذه المرة أصبح واقعًا حقيقيًا يعيش معنا في هواتفنا، ومستشفياتنا، وفصولنا الدراسية، بل وحتى في قاعات الاجتماعات.

وطرحا تساؤلًا وجوديًا: "هل سينجح البشر في إعادة برمجة هذه الأنظمة لتتماشى مع القيم الإنسانية قبل أن يفعل ذلك آخرون لأغراض خطيرة؟ أم أننا بصدد إطلاق وحش لن يمكن السيطرة عليه لاحقًا؟". 

في ظل تسارع تطور الذكاء الاصطناعي، لم يعد السؤال هو: هل يمكن الوثوق بهذه النماذج؟ بل: هل يمكننا السيطرة عليها قبل أن تفلت من أيدينا؟ ما كشفه الباحثون حول تشات جي بي تي يُثير قلقًا حقيقيًا بشأن مستقبل التقنية والأخلاق. تابعوا تغطيتنا المستمرة لأحدث أخبار الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة عبر صفحة الفيسبوك، ويمكنكم متابعتنا أيضًا على تويتر - X للبقاء على اطلاع دائم بكل جديد.

دليل التقنية
دليل التقنية
تعليقات