واجهت العديد من الشركات صعوبات في مواكبة أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، حيث تتطور هذه التقنيات بوتيرة تفوق بكثير سرعة عمليات الشراء التقليدية للبرمجيات.
ولم تكن شركة Brex، المتخصصة في تقديم بطاقات الائتمان للشركات، استثناءً من هذا التحدي. فقد وجدت الشركة الناشئة نفسها أمام نفس العوائق التي تعيق الشركات الأخرى، وهو ما دفعها إلى تغيير استراتيجيتها جذريًا في شراء الأدوات البرمجية، بهدف البقاء في طليعة الابتكار.
وخلال مشاركته في مؤتمر HumanX AI الذي أُقيم في مارس، أوضح "جيمس ريجيو" — المدير التقني في Brex — لموقع TechCrunch أن الشركة بدأت بتقييم أدوات الذكاء الاصطناعي باستخدام إجراءات الشراء التقليدية. لكن سرعان ما أدركت أن هذه المنهجية لم تكن فعالة في ظل التطورات السريعة في السوق.
قال ريجيو: "في العام الأول بعد إطلاق ChatGPT وظهور سيل من الأدوات الجديدة، استغرقت دورة الشراء وقتًا طويلًا إلى حد أن الفرق التي طلبت هذه الأدوات فقدت اهتمامها بها قبل انتهاء مراحل التدقيق الداخلي."
هذا التحدي دفع Brex إلى إعادة تصميم منظومة الشراء بالكامل، بما يتناسب مع تسارع وتيرة الابتكار.
بادرت الشركة إلى تطوير إطار عمل جديد خاص باتفاقيات معالجة البيانات والمراجعة القانونية المتعلقة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مما ساعد على تسريع وتيرة فحص هذه الأدوات وتقديمها إلى الفرق التجريبية بشكل أسرع.
وأشار ريجيو إلى أن Brex اعتمدت على آلية تُعرف باسم "الاختبار الفائق لمدى ملاءمة المنتج للسوق" لتقييم جدوى الأدوات التي يتم اختبارها، وتحديد ما إذا كانت تستحق الاستثمار بعد انتهاء التجربة.
وأضاف: "نمنح الفريق الميداني حرية أوسع لاختيار الأدوات بناءً على القيمة الفعلية التي يلاحظونها خلال الاستخدام، ونركز على التفاعل مع المستخدمين الأكثر استفادة من الأداة لفهم مدى تفردها مقارنة بالخيارات الأخرى."
وتابع ريجيو قائلاً: "نحن الآن، على الأرجح، على بُعد عامين فقط من دخولنا فعليًا هذا العصر الجديد الذي يشمل مئات أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن منظومتنا. وقد أوقفنا أو لم نُجدد الاشتراك في نحو خمس إلى عشر أدوات رئيسية كنا قد اختبرناها."
ولتحفيز تجربة أوسع وأسرع، خصصت الشركة لكل مهندس ميزانية شهرية تبلغ 50 دولارًا لترخيص أي أداة يختارها من قائمة الأدوات المعتمدة، دون الحاجة للمرور عبر الإجراءات البيروقراطية المعتادة.
وأوضح ريجيو: "عندما تمنح الأفراد الذين سيستخدمون الأداة صلاحية الإنفاق، فإنهم يتخذون قرارات أفضل بشأن ما يعزز إنتاجيتهم. والأمر اللافت أننا لم نلاحظ أي ميل جماعي نحو أداة واحدة مثل Cursor، وهو ما يثبت فائدة السماح بتجربة أدوات متعددة."
وساعد هذا الأسلوب الشركة في تتبع استخدام الأدوات بشكل دقيق، مما مكّنها من عقد اتفاقيات ترخيص أوسع فقط مع الأدوات التي تُظهر فعليًا قيمة ملموسة وعدد مستخدمين كبيرًا داخل فرق العمل.
واختتم ريجيو حديثه بالتأكيد على أن الطريقة الأمثل للتفاعل مع التحول السريع في الذكاء الاصطناعي هي "تقبّل الفوضى"، والتعامل بمرونة مع عملية اختيار الأدوات المناسبة، لأن هذه العملية بطبيعتها معقدة ومتغيرة.
وقال: "من المهم أن نعترف بأننا لن نصيب دائمًا من المحاولة الأولى، وهذا الوعي هو ما يحفظ تقدمنا. الخطأ الحقيقي هو قضاء ما بين ستة إلى تسعة أشهر في دراسة كل أداة بتأنٍ مفرط قبل اتخاذ القرار، لأن السوق يتغير بشكل لا يمكن التنبؤ به خلال هذه الفترة."