📁 آخر الأخبار

ميتا تحارب تطبيقات التعري بالذكاء الاصطناعي بحظر وتقنيات متطورة

يشهد الإنترنت في السنوات الأخيرة موجة مقلقة من انتشار تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور عارية أو جنسية مزيفة لأشخاص حقيقيين، دون علمهم أو موافقتهم. هذه التطبيقات التي تُعرف بتطبيقات "التعري"، لم تعد مجرد أدوات هامشية، بل أصبحت تهديدًا حقيقيًا للخصوصية، حيث تُستخدم لتصنيع محتوى جنسي مزيف بطريقة سهلة وسريعة.

ميتا تحارب تطبيقات التعري بالذكاء الاصطناعي بحظر وتقنيات متطورة

في هذا السياق، أعلنت شركة ميتا (Meta) – المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب – عن خطوات صارمة للحد من انتشار هذه التطبيقات على منصاتها، بالتوازي مع إطلاق إجراءات قانونية ومبادرات تعاون مع شركات تكنولوجيا أخرى لمحاربة هذا النوع من الانتهاكات. وهذا وفقًا لما أعلنه موقع about.fb

ما هي تطبيقات التعري بالذكاء الاصطناعي؟

تطبيقات "التعري" (AI Undressing Apps) هي أدوات قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تُستخدم لتوليد صور مزيفة تُظهر أشخاصًا وكأنهم في أوضاع جنسية أو عارية، دون أن تكون تلك الصور حقيقية. ويكمن الخطر في أن هذه الأدوات يمكنها استخدام صور حقيقية – مثل صور من حسابات فيسبوك أو إنستغرام – وتحويلها إلى محتوى غير لائق بطريقة رقمية احتيالية.

وقد بدأ استخدام هذه الأدوات في الانتشار خاصة بين المراهقين والمتنمرين الإلكترونيين، مما تسبب في صدمات نفسية وضغوط اجتماعية على الضحايا، خاصة النساء والفتيات.

سياسة ميتا الصارمة ضد الانتهاكات الجنسية الرقمية

أكدت ميتا التزامها المطلق بمكافحة المحتوى الجنسي غير المرغوب فيه، وأوضحت أن لديها سياسات راسخة منذ أكثر من عام تمنع الترويج لتطبيقات التعري أو الخدمات المماثلة. وتشمل هذه السياسات:

  • إزالة أي إعلانات أو حسابات على فيسبوك وإنستغرام تروّج لهذه التطبيقات.
  • حظر الروابط التي تؤدي إلى هذه التطبيقات أو المواقع الإلكترونية ذات الصلة.
  • تقييد نتائج البحث المتعلقة بمصطلحات مثل "التعري"، و"حذف الملابس"، و"خلع الملابس"، للحد من إمكانية الوصول إلى هذا المحتوى.

دعوى قضائية ضد شركة Joy Timeline HK

ضمن خطوتها القانونية الحاسمة، رفعت ميتا دعوى قضائية ضد شركة Joy Timeline HK Limited، وهي الشركة المسؤولة عن تطبيق "CrushAI"، أحد التطبيقات التي تتيح للمستخدمين توليد صور عارية باستخدام الذكاء الاصطناعي دون موافقة الأشخاص الظاهرين في الصور.

وقد تم تقديم الدعوى في هونغ كونغ، حيث يقع مقر الشركة، وذلك بعد محاولات متكررة منها للالتفاف على آليات مراجعة الإعلانات في ميتا، والاستمرار في نشر محتوى مخالف بالرغم من حذفه عدة مرات.

هذه الدعوى تعكس بوضوح مدى جدية ميتا في ملاحقة الجناة قانونيًا، وسعيها الدائم لحماية مجتمعها الرقمي من الانتهاكات المتكررة.

مبادرات التعاون التقني عبر برنامج Lantern

لأن إزالة هذه التطبيقات من منصة واحدة لا يكفي، وسعيًا لمنع تكرار ظهورها عبر الإنترنت، بدأت ميتا بمشاركة معلومات مهمة مع شركات تكنولوجيا أخرى ضمن إطار برنامج Lantern التابع لتحالف التكنولوجيا Tech Coalition.

يشمل ذلك تزويد الشركات الأخرى بعناوين المواقع (URL) والتطبيقات المخالفة التي تروّج لتطبيقات التعري. ومنذ بداية مشاركة هذه البيانات في مارس، تم تبادل أكثر من 3800 رابط فريد يُشتبه في تورطه في انتهاكات مشابهة.

هذه الخطوة تعزز التعاون بين شركات التكنولوجيا بهدف إغلاق الطريق أمام مطوري هذه التطبيقات من التحايل على أنظمة المنصات المختلفة.

تطوير آليات اكتشاف متقدمة للمحتوى الضار

تطور ميتا أيضًا تقنيات متقدمة للتعامل مع هذا التهديد الرقمي بشكل أكثر كفاءة. فمع تطور أساليب مطوري التطبيقات المسيئة لتفادي أنظمة الكشف، قامت ميتا بالرد عبر:

  • تطوير خوارزميات قادرة على كشف الإعلانات المخالفة حتى بدون صور واضحة توحي بالتعري.
  • استخدام أنظمة مطابقة للكشف عن الإعلانات المكررة أو المزيفة.
  • توسيع قائمة المصطلحات والرموز التعبيرية التي تُستخدم للإشارة إلى هذا النوع من المحتوى.
  • تطبيق تكتيكات لتعقب وإزالة شبكات الحسابات المُنسقة التي تُروج لهذه التطبيقات.

تطبيق تكتيكات لتعقب وإزالة شبكات الحسابات المُنسقة التي تُروج لهذه التطبيقات.

دعم القوانين والتشريعات لحماية الخصوصية

ميتا لم تكتفِ بالإجراءات التقنية، بل أبدت دعمًا قويًا للتشريعات التي تهدف إلى محاربة إساءة استخدام الصور الشخصية، سواء الحقيقية أو المزيفة. ومن أبرز تلك المبادرات:

  • دعم قانون "إزالة المحتوى غير المرغوب فيه" في الولايات المتحدة، والذي يوفر حماية قانونية أقوى للضحايا.
  • التعاون مع مبادرات مثل StopNCII.org وأداة Take It Down التابعة للمركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين (NCMEC)، التي تساعد الأفراد على إزالة صورهم من الإنترنت بسرعة.

تمكين أولياء الأمور من حماية أبنائهم

من بين الإجراءات الوقائية التي تسعى ميتا لدعمها، تعزيز قدرة الآباء على مراقبة وتحكّم أكبر في التطبيقات التي يقوم أبناؤهم المراهقون بتنزيلها، خصوصًا تلك التي تُستخدم في الإساءة الرقمية أو تشكّل خطرًا على السلامة النفسية.

ومن خلال آليات جديدة لتأكيد العمر والموافقة الأبوية على التنزيلات، يمكن تقليل احتمالية تحميل التطبيقات الضارة مثل تطبيقات التعري من قبل المراهقين.

الخلاصة

مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن إساءة استخدامها باتت واحدة من أكبر التحديات أمام شركات التكنولوجيا، والمجتمعات الرقمية عمومًا. وتأتي حملة ميتا ضد تطبيقات التعري المدعومة بالذكاء الاصطناعي كخطوة جادة وشاملة نحو بيئة أكثر أمانًا واحترامًا للخصوصية.

حماية المستخدمين من التعديات الرقمية لم تعد خيارًا، بل ضرورة، ويتطلب الأمر تعاونًا عالميًا بين المنصات، والمشرعين، والمستخدمين أنفسهم.

تابعنا على صفحة الفيسبوك لمزيد من الأخبار التقنية الحصرية، ويمكنك متابعتنا أيضًا على تويتر - X.

دليل التقنية
دليل التقنية
تعليقات