📁 آخر الأخبار

ميتا تتجسس على المستخدمين: فضيحة تقنية جديدة تهدد خصوصيتك

في خطوة صادمة لعشاق التكنولوجيا والمدافعين عن الخصوصية، كشف باحثون عن تقنية تتبع جديدة طورتها شركة "ميتا" تتيح لها التجسس على المستخدمين أثناء تصفحهم للويب، متجاوزة بذلك أنظمة الحماية الأساسية في الهواتف والمتصفحات. هذه التقنية تُعد مثالاً صارخًا على كيف يمكن لشركات التكنولوجيا العملاقة استغلال الثغرات لتحقيق أهدافها الدعائية، على حساب خصوصية الملايين.

ميتا تتجسس على المستخدمين: فضيحة تقنية جديدة تهدد خصوصيتك

ما هي التقنية الجديدة التي استخدمتها ميتا فى التتجسس؟

وقفاً لموقع eff منذ أكثر من عقد، طورت ميتا شفرة تُعرف باسم "ميتا بيكسل" (Meta Pixel)، وهي أداة تتعقب المستخدمين أثناء زيارتهم للمواقع الإلكترونية، وتجمع بيانات حساسة مثل المعلومات المالية والصحية، وتُرسلها إلى خوادم ميتا لتستخدم لاحقًا في تخصيص الإعلانات.

ورغم أن هذه التقنية معروفة، ويمكن حظرها باستخدام أدوات حماية الخصوصية مثل إضافة Privacy Badger من منظمة EFF، فقد اكتشف الباحثون مؤخراً أن ميتا بدأت باستغلال هذه الشيفرة بطريقة مختلفة وأكثر خطورة.

تجاوز أنظمة الأمان في الهواتف

ابتكرت ميتا أسلوبًا يتيح لتطبيقاتها على نظام أندرويد التواصل سرًا مع "الميتا بيكسل" المثبت على مواقع الإنترنت، وذلك من خلال استغلال ميزة تدعى "localhost" تُستخدم عادة في اختبار البرمجيات. وباستخدام هذه الطريقة، تمكنت ميتا من إنشاء قناة سرية بين متصفح الجهاز وتطبيقاتها مثل فيسبوك وإنستغرام، متجاوزة بذلك آليات الأمان الأساسية المعروفة بـ "وضع الحماية" (Sandboxing).

ما يعنيه ذلك فعليًا هو أن ميتا كانت قادرة على إعادة ربط نشاط التصفح المجهول بالمستخدمين الحقيقيين الذين سجلوا دخولهم في تطبيقاتها، حتى لو كانوا يستخدمون أوضاع التصفح الخفي أو شبكات VPN.

خداع المطورين والمستخدمين

لم تتوقف ميتا عند ذلك الحد، بل قامت بإخفاء هذه الممارسات عن مطوري المواقع الذين يستخدمون "الميتا بيكسل" ضمن مواقعهم. فعندما لاحظ بعض المطورين وجود اتصال غير معتاد بين الميتا بيكسل وlocalhost، لم يحصلوا على أي توضيح من ميتا. فقط بعد أن كشف الباحثون هذه التقنية علنًا، سارعت ميتا بإيقافها، مدعية أنها تناقش مع شركة جوجل سوء فهم يتعلق بالسياسات.

رغم أن الكشف اقتصر حتى الآن على أجهزة أندرويد، لا يُستبعد أن تكون هناك استغلالات مماثلة على أجهزة آيفون في المستقبل، وهو ما يثير مخاوف حقيقية حول مدى تلاعب الشركات بالأنظمة التقنية المغلقة.

كيف تحمي نفسك من هذا التتبع؟

رغم أن ميتا أوقفت استخدام هذه التقنية مؤقتًا، فإن هذا لا يعني أنها ستتوقف عن تطوير أساليب أخرى للتجسس على المستخدمين. لذلك، إليك بعض الخطوات الفعالة لحماية خصوصيتك:

1. استخدم متصفحًا يركز على الخصوصية

تجنب استخدام متصفح كروم، واستخدم بدائل مثل Brave أو DuckDuckGo، فهذه المتصفحات تمنع بكسل تتبع ميتا بشكل افتراضي. أما متصفح Firefox، فهو يوفر حماية جزئية افتراضيًا، ويجب تفعيل "الحماية المحسنة من التتبع" يدويًا لتصبح كاملة.

من الأفضل أيضًا تجنب فتح الروابط داخل تطبيقات فيسبوك وإنستغرام، حيث تكون أدوات التتبع أكثر فاعلية. بدلاً من ذلك، انسخ الرابط وافتحه في متصفح خارجي.

2. احذف التطبيقات غير الضرورية

كلما قل عدد التطبيقات على هاتفك، كلما انخفض احتمال تسرب بياناتك. استخدم إصدار الويب من التطبيقات مثل فيسبوك وإنستغرام إن أمكن، لأن المتصفحات تقيد نوع البيانات التي يمكن لتلك المواقع الوصول إليها.

3. ثبّت Privacy Badger

أداة مجانية من مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF) تحظر أدوات التتبع تلقائيًا. تدعمها المتصفحات الشهيرة على الحاسوب مثل Chrome وFirefox وEdge. أما على أندرويد، فإن Firefox فقط يدعم هذه الإضافة حتى الآن.

4. قلل من استخدام Meta لبياناتك

حتى دون حذف حساباتك، يمكنك تقليل قدرة ميتا على تتبعك من خلال إعدادات الخصوصية داخل التطبيقات وتعطيل الإعلانات المستهدفة.

ماذا عن جوجل كروم؟ هل هو جزء من المشكلة؟

من المؤسف أن متصفح كروم، الأكثر استخدامًا عالميًا، يقدم أضعف حماية للخصوصية بين المتصفحات الكبرى. فهو لا يدعم إضافات الخصوصية على أندرويد، ولا يمنع أدوات التتبع من التحميل، حتى بعد اكتشاف الثغرات واستغلالها.

ورغم أن جوجل طرحت إصلاحات لبعض المشكلات بعد كشف الباحثين لتقنية ميتا، فإنها لا تزال تتردد في تطبيق حظر واسع لأدوات التتبع مثل تلك المتوفرة في Safari وFirefox. وهذا يترك ملايين المستخدمين عرضة للاختراقات، في غياب تشريعات قوية لحماية البيانات الشخصية.

هل يجب حظر الإعلانات السلوكية على الإنترنت؟

تُعد الإعلانات السلوكية (التي تُعرض للمستخدم بناءً على سلوكه على الإنترنت) هي السبب الأساسي الذي يدفع شركات مثل ميتا إلى تطوير هذه الأساليب المزعجة. ومع تزايد الانتهاكات، أصبح من الضروري فرض تشريعات تمنع هذا النوع من الإعلانات، أو على الأقل تضع ضوابط صارمة على كيفية جمع البيانات وتحليلها.

نحن بحاجة إلى قوانين خصوصية اتحادية تحمي المستخدم، وتمنحه السيطرة على بياناته بدلًا من أن تتحكم فيها الشركات العملاقة. هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء دوامة تتبع المستخدمين التي لا تنتهي.

هل تهتم بخصوصيتك؟ هذه الفضائح المتكررة تُثبت أننا بحاجة للوعي والتصرف الآن. تابعنا على صفحة الفيسبوك للحصول على أحدث أخبار الخصوصية والحماية الرقمية، ويمكنك متابعتنا أيضاً على تويتر - X لمزيد من النصائح والتحذيرات التقنية اليومية.

دليل التقنية
دليل التقنية
تعليقات