📁 آخر الأخبار

هل تقترب نهاية هيمنة غوغل؟ منافسون جدد يعيدون رسم مستقبل البحث

لأكثر من عشرين عامًا، أصبحت عبارة "ابحث عنه في غوغل" مرادفًا للبحث عن أي معلومة على الإنترنت، مما منح شركة غوغل، التي تأسست عام 1998، فرصة لبناء إمبراطورية رقمية تُقدّر قيمتها اليوم بحوالي تريليوني دولار، مستندة إلى نظام الروابط الزرقاء المعروف.

هل تقترب نهاية هيمنة غوغل؟ منافسون جدد يعيدون رسم مستقبل البحث

غير أن إطلاق "تشات جي بي تي" في نوفمبر 2022 أحدث تحولًا عميقًا في عالم البحث، ولا تزال تداعياته تتفاعل بقوة حتى الآن، بحسب ما تؤكده العديد من التقارير الحديثة. فقد أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، إلى جانب منافسين مثل "بيربلكسيتي" Perplexity، تقدم إجابات فورية بدلاً من عرض قائمة روابط، ما يدفع المستخدمين وشركات التقنية الكبرى لإعادة النظر في شكل أيقونات التطبيقات التي يعتمدون عليها في هواتفهم الذكية.

وقد تمكنت "بيربلكسيتي"، هذه الشركة الناشئة، من جذب أنظار كبار الشركات التقنية حول العالم، مع احتمالية أن تُدمج قريبًا في شاشات الهواتف الرئيسية، الأمر الذي قد يجعلها تهدد مكانة غوغل بشكل غير مسبوق — بل قد يؤدي حتى إلى تراجع غوغل أو فقدانها لجزء كبير من جمهورها.

من جانبها، تجد غوغل نفسها مضطرة اليوم للاندماج السريع في سباق الذكاء الاصطناعي، بعدما أجبرها ظهور "تشات جي بي تي" على إطلاق حلول ذكاء اصطناعي خاصة بها، إدراكًا منها لخطورة فقدان المستخدمين في حال توجههم نحو أدوات أكثر تطورًا وسرعة في تقديم المعلومات.

والمؤشرات الأولية لا تبدو مشجعة لغوغل. فقد كشف تحليل أجراه "بنك أوف أميركا" أن عدد الزيارات العالمية لمحرك بحث غوغل يشهد تراجعًا سنويًا ملحوظًا، في المقابل، ارتفعت نسبة زيارة "تشات جي بي تي" بنسبة 160% خلال آخر 12 شهرًا، ما يعكس تحوّلاً في سلوك المستخدمين حول العالم.

كما أكدت دراسة منفصلة أعدتها مؤسسة "مورغان ستانلي" أن الجيل الجديد، المعروف بجيل "زد" (Z)، يفضل الاعتماد على "تشات جي بي تي" أكثر من أي محرك بحث تقليدي، حيث لم يعد غوغل خيارهم الأول عند البحث عن المعلومة.

ومع أن غوغل لا تزال تملك حضورًا قويًا في السوق، إلا أن منافسيها الذين يدمجون الذكاء الاصطناعي بسرعة أكبر ينجحون في تقليص الفجوة يومًا بعد يوم، ما يزيد من التحديات التي تواجهها الشركة العملاقة.

مع ذلك، هناك من يرى أن الحديث عن نهاية غوغل لا يزال مبكرًا. تقول "ألكسندرا أورمان"، الباحثة في جامعة زيورخ والمتخصصة في تقنيات البحث: "لست واثقة بأن بيربلكسيتي قادرة فعليًا على الإطاحة بغوغل". وترى أن سبب ذلك يعود إلى الطريقة التي تقدم بها منصات الذكاء الاصطناعي مثل بيربلكسيتي نتائجها.

وتُوضح أورمان: "عندما نحتاج إلى إجابات سريعة ومباشرة، لا نزال نُفضّل استخدام محركات البحث التقليدية. أدوات الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تُطيل الشرح وتُعطي معلومات مطوّلة دون ضرورة".

وبالفعل، ما تزال هذه الملاحظة قائمة؛ فإذا طرحت على "بيربلكسيتي" سؤالًا بسيطًا مثل: "ما هي عاصمة اليونان؟" ستحصل على إجابة واضحة تقول "عاصمة اليونان هي أثينا"، ولكن يتبعها شرح مُطوّل يتعدى 160 كلمة. أما غوغل، فيقدّم لك الإجابة ذاتها في كلمة واحدة بارزة، تظهر في أعلى نتائج البحث، دون إضاعة وقتك.

وذكرنا في مقال سابق كيفية التفوق على الذكاء الاصطناعي في نتائج بحث جوجل بخطوات بشرية ذكية، حيث أوضحنا أن المحتوى البشري الذي يركز على القيمة، والسياق، وفهم نوايا الباحث، لا يزال يحتفظ بقوته في التصدر، حتى في ظل هذا التقدم السريع للأدوات الذكية.

وهنا يبقى السؤال مفتوحًا: هل تعتقد أن أدوات مثل ChatGPT أو Perplexity يمكن أن تستبدل غوغل بالكامل؟ وهل تفضل النتائج السريعة المختصرة أم الشروحات المطوّلة المدعومة بالسياق؟ شاركنا رأيك في التعليقات، ولا تنس متابعة مقالاتنا القادمة حول أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية!

دليل التقنية
دليل التقنية
تعليقات