رغم أن هاتف آيفون من آبل لن يحصل على قفزة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي كما كان متوقعًا، إلا أن الشركة فاجأت الجميع بتقديم لمسة تصميمية جديدة كليًا. في مؤتمر المطورين العالمي (WWDC 25) الذي أُقيم يوم الإثنين، كشفت آبل عن واجهة مستخدم جديدة تحمل اسم Liquid Glass، أو "الزجاج السائل"، تتميز بمظهر بصري لامع، شفاف، وذو تأثيرات عاكسة، مما يمنح نظام التشغيل إحساسًا ثلاثي الأبعاد شبيهًا بالزجاج الفعلي.
هذا التحديث الجديد مستوحى بشكل مباشر من التصميم المستخدم في نظارة الواقع المختلط Vision Pro، حيث تسعى آبل إلى توحيد تجربة المستخدم عبر جميع أجهزتها. واجهة "الزجاج السائل" لا تعيد فقط تعريف شكل واجهة iPhone، بل تُلمح أيضًا إلى توسع نظام تشغيل آبل ليشمل مستقبلًا أجهزة وسطحيات جديدة، قد تتضمن نظارات الواقع المُعزز أو تقنيات الحوسبة المكانية.
ويأتي هذا في سياق مقال سابق أن آبل تخطط لتوحيد التصميم في iOS 19 ليشمل جميع أجهزتها الذكية، مما يعزز من احتمالية أن تكون Liquid Glass خطوة أولى في هذا التوجه الشامل.
واجهة مستخدم تعكس فلسفة تصميمية جديدة
أعلن آلان داي، نائب رئيس التصميم في آبل، عن واجهة Liquid Glass خلال فعاليات المؤتمر، واصفًا إياها بأنها "أكبر قفزة بصرية في تاريخ نظام iOS" منذ التغيير الجذري الذي حصل في iOS 7، عندما تخلت آبل عن التصميم المُشابه للعالم الواقعي لصالح التصميم المُسطّح.
التحول حينها كان دراماتيكيًا؛ حيث انتقل نظام التشغيل من محاكاة الواقع - مثل تطبيق الملاحظات الذي كان يشبه دفترًا فعليًا - إلى أسلوب بصري أكثر تجريدًا يعتمد على البساطة والألوان المشرقة والخطوط النظيفة. على مدى السنوات، استمر هذا النهج في التطور ليضيف عناصر شفافة مثل مركز التحكم الذي بات يشبه لوحًا زجاجيًا مثلجًا.
أما الآن، فإن واجهة Liquid Glass تُمثّل مستوى جديدًا من العمق البصري. تقول آبل إن التصميم الجديد "يجسّد الصفات الفيزيائية الحقيقية للزجاج بطريقة لا تُضاهى"، مع حركة انسيابية ولمعان ديناميكي يتفاعل مع المستخدم والبيئة المحيطة به، كما ذكر موقع TechCrunch في تقريره عن المؤتمر.
تجربة استخدام تفاعلية وحيوية
تعد واجهة الزجاج السائل بتجربة استخدام أكثر تفاعلية وانغماسًا. حيث أن ألوان الواجهة تتغير تلقائيًا بحسب نوع المحتوى، وتتكيف مع الإضاءة المحيطة سواء في الوضع الليلي أو النهاري. كما أن عناصر التحكم مثل القوائم والتنبيهات باتت تظهر وتتحرك بطريقة سلسة، مع تأثيرات بصرية تُشبه حركة الضوء على الزجاج الحقيقي.
وفقًا لآلان داي، فإن هذا التحديث لا يهدف فقط إلى الجماليات، بل يركز على تحسين تجربة التنقل والتفاعل مع الجهاز. فمثلاً، عند النقر على تنبيه يظهر تأثير بصري يشبه اللمعان على الزجاج، بينما تتحول قوائم السياق إلى شرائح مرنة يمكن سحبها ولمسها بسهولة.
التصميم الجديد يمتد ليشمل جميع جوانب النظام، من شاشة القفل، إلى الإشعارات، مرورًا بمركز التحكم وحتى أيقونات التطبيقات، التي بدورها أعيد تصميمها لتبدو وكأنها مصنوعة من طبقات متعددة من الزجاج اللامع، كما ذكر موقع TechCrunch في استعراضه لمزايا iOS الجديدة.
دعم للوضع الشفاف وتناسق مع الوضعين الليلي والنهاري
من بين أبرز الإضافات في التصميم الجديد، هو الوضع الواضح Clear Mode، والذي ينضم إلى الوضع الفاتح والداكن. ويمنح هذا الوضع الشفاف واجهة المستخدم طابعًا أكثر إشراقًا ووضوحًا، مع إبراز التفاصيل الدقيقة وتفاعلها مع الخلفيات المحيطة.
كما تم تحسين أيقونات النظام لتبدو كأنها مجسّدة، إذ تظهر بعمق بصري يتغير مع الإضاءة والحركة. وتؤكد آبل أن هذه العناصر ليست فقط جمالية، بل تُساهم أيضًا في تحسين تجربة الاستخدام، من خلال وضوح أكبر وسرعة استجابة أدق.
وتتماشى هذه الإضافات بشكل واضح ضمن مقال اكتشف أبرز تسريبات مؤتمر آبل WWDC 2025 بما في ذلك نظام iOS 26، مما يؤكد أن آبل تضع الأسس لمرحلة جديدة في تجربة الاستخدام البصري عبر أجهزتها كافة.
انسجام التصميم مع رؤية آبل المستقبلية
من الواضح أن واجهة الزجاج السائل تأتي ضمن رؤية أشمل لآبل في توحيد تجربتها عبر الأجهزة المختلفة، مثل iPhone وiPad وMac وحتى نظارة Vision Pro. فبدلًا من أن يكون لكل جهاز تصميمه الخاص، تسعى الشركة إلى خلق نظام بصري موحّد ينسجم عبر مختلف الشاشات والأنظمة.
ويُشير هذا التحوّل إلى احتمالية أن نرى مستقبلاً أجهزة آبل جديدة تعمل بنظام تشغيل مشترك، مدعوم بواجهة ديناميكية مرنة مثل "Liquid Glass"، سواء على الهواتف أو على أجهزة الواقع الممتد، كما ذكر موقع TechCrunch ضمن تغطيته الموسعة للاتجاهات المستقبلية لتصميمات Apple.
خلاصة التحديث
تصميم Liquid Glass ليس مجرد تحديث بصري، بل هو فلسفة جديدة في تصميم واجهات المستخدم تمزج بين الجمال والتكنولوجيا، وتهدف إلى تعزيز التفاعل والانسجام بين المستخدم والجهاز. ومع هذه الواجهة الجديدة، يبدو أن آبل تُمهّد الطريق لجيل جديد من منتجاتها الذكية، تتجاوز حدود الهاتف التقليدي نحو تجارب بصرية غامرة وتفاعلية لم نعهدها من قبل.